القضية الفلسطينية

القضية الفلسطينية






مقدمة

بقيت فلسطين كجزء من بلاد الشام تابعة للحكم العثماني إلى الحرب العالمية الأولى. ومنذئذ خضعت للانتداب البريطاني الذي تحالف مع الحركة الصهيونية، وعملا معا على إنشاء الوطن القومي اليهودي فوق أرض فلسطين. فعارضت الحركة الوطنية الفلسطينية ونددت بالغزو الاستعماري للبلاد.

أولا: أشكال ومظاهر التمركز الصهيوني بفلسطين

1-
التسرب الصهيوني إلى فلسطين منذ نهاية القرن 19 إلى غاية 1917 ( الوثيقة 1و2 ص 103+3ص104 )
*-
ظهرت الصهيونية في النصف الثاني من القرن 19 على يد مفكرين يهود أمثال ليون بنسكر الذي دعا إلى عقد مؤتمر صهيوني في مدينة بال بسويسرا سنة1897 للنظر في قضية اضطهاد اليهود بأوربا الشرقية، وبالتالي لحل المسألة اليهودية.
*-
انعقد المؤتمر تحت رئاسة تيودور هيردزل. ومن أهم مقرراته: - الصهيونية حركة سياسية عالمية هدفها إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام.- ومن هنا قدمت كامل المساعدات للصهاينة.
*-
دعمت حكومات الدول الكبرى الاستعمارية الحركة الصهيونية بالأموال الكافية + إقامة مدارس لتدريس العبرية + العمل على الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية + التشجيع على الهجرة إلى فلسطين مما زاد عدد الصهاينة بفلسطين +
واستغلالا للحرب العالمية الأولى اتصل الصهاينة بوزير خارجية انجلترا جيمس بلفور الذي أصدر التصريح المعروف بوعد بلفور في 2 نونبر1917.
2-
أشكال ومظاهر التمركز الصهيوني بفلسطين في ظل الانتداب البريطاني.
أ- خلال فترة مابين الحربين ( الوثيقة 1 ص 104 )
*-
توصلت الحركة الصهيونية منذ نهاية سنة 1918 إلى فرض قبول وعد بلفور من طرف الو.م.أ وفرنسا وايطاليا واليابان. وبعد ثلاثة أيام من مؤتمر سان ريمو 1920 أعلنت بريطانيا انتدابها على فلسطين وتعهدت في مقرراته بنهج سياسة إنشاء وطن قومي لليهود مقابل تعاون ودعم الصهاينة لها بفلسطين.
*-
تميزت السياسة الصهيونية في ظل الانتداب البريطاني بتوسيع مهام الوكالة اليهودية. ( الوثيقة 2 و3 ص 105 )
ونظمت الهجرة العمالية اليهودية نحو فلسطين، وتكلفت المنظمة الصهيونية بإعالة العمال المهاجرين خلال السنة الموالية من إقامتهم.
*-
ودخل الصهاينة في حركة تصنيع البلاد. وما بين 1918 و 1936 تمكنت الصناديق القومية اليهودية من استثمار ما يقارب 40 مليون دولار، وأنشأت أزيد من 4000 وحدة صناعية وارتفع عدد العمال الصهاينة.
ب- خلال فترة مابين 1939 و 1948. ( الوثائق ص 106 )
*-
واصل الصهاينة نفس السياسة: تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين + تكوين منظمات إرهابية ضد الفلسطينيين.
*-
أمام هذه الساسة أعلن عن قرار تقسيم فلسطين من طرف لجنة " إيرل بيل " إلى دولة فلسطينية وأخرى يهودية وجعل القدس والناصرة وطبرية تحت إشراف ابريطلنيا. لكن توتر ألأحداث أدى إلى إيقاف الهجرة والى التراجع عن التقسيم وذلك بموجب إصدار كتاب "ماكدونالد الأبيض" سنة 1939. وبعد الحرب العالمية الثانية عرضت أبريطانيا القضية الفلسطينية على هيأة الأمم المتحدة التي صادقت على قرار التقسيم في نونبر 1947 ، فانسحبت أبريطانيا فأعلن عن قيام دولة إسرائيل التي أسست جيشا عنصريا ورفضت التعايش مع العرب.



ثانيا: المقاومة الفلسطينية للوجود الصهيوني وللانتداب البريطاني.

1-
رصد بعض مظاهر المقاومة السلمية للتمركز الصهيوني بفلسطين. ( الوثائق ص 107)
*-
تأسست مجموعة من الجمعيات)الجمعية الخيرية الإسلامية،جمعية الإخاء والعفاف،جمعية مقاومة الصهيونية( مباشرة بعد وعد بلفور والانتداب الانجليزي ودعمه للاستيطان اليهودي بفلسطين،وقد حرصت التنظيمات الفلسطينية على توعية الفلسطينيين بمخاطر الهجرة اليهودية وبمخاطر بيعهم أراضيهم لهم ،وذلك في خطب المساجد والكنائس والصحف والمجلات وخلال المظاهرات والإضرابات. كما قدمت أللجن الفلسطينية ( اللجنة العربية العليا،اللجنة الوطنية للمؤتمرالاسلامي المسيحي( عرائض للدول العربية ولعصبة الأمم تستنكر الدعم الانجليزي والاستيطان اليهودي بفلسطين.
*-
تنديد عربي قومي بالتحركات الصهيونية: أعلن المؤتمر العربي السوري العام الذي انعقد بدمشق في يوليوز1919 رفضه المطلق لمطالب الصهيونية بجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود،كما احتج المغرب لدى الحكومة الانجليزية عقب أحداث ثورة البراق1929 على هدم القوات الانجليزية للاماكن الإسلامية المقدسة بفلسطين.
*-
معارضة المرأة الفلسطينية للصهيونية: قررت النساء الفلسطينيات خلال أول مؤتمر نسائي عربي بالقدس في 26اكتوبر1929 رفض وعد بلفور والهجرة اليهودية إلى فلسطين وان تلتزم المرأة الفلسطينية بدور التوعية من مخاطر التحديات التي تواجه الأمة،وقد قامت النساء بعد المؤتمر بمظاهرة احتجاجية صامتة جابت شوارع القدس.
*-
إفتاء العلماء بتحريم بيع الأراضي الفلسطينية: اجمع علماء المسلمين بقيادة الحاج محمد أمين الحسيني-ولد سنة 1897-توفي سنة 1974- في المؤتمر الأول لعلماء فلسطين في 26يوليوز1934 بتحريم بيع الأراضي الفلسطينية،وقد نعتوا بالكفر والارتداد عن الإسلام كل عربي باع أو توسط أو سهل بيع الأراضي الفلسطينية للانجليز أو اليهود أو لغير المسلمين.
2-
دراسة بعض نماذج المقاومة المسلحة بفلسطين في ما بين الحربين. ( الوثائق ص 108 )
أدى تجاهل الإدارة الانجليزية للنداءات والتنديدات التي قادتها المقاومة السلمية والفلسطينية،وتماديها في دعم التركيز الصهيوني بفلسطين إلى اندلاع المقاومة المسلحة،وقد ابتدأت بثورة البراق يوم 29غشت1929 عندما اعترضت عصابات صهيونية المصلين الفلسطينيين بعد خروجهم من صلاة الجمعة،وبعد وصول أنباء الاصطدام مع الصهيونيين والانجليز ،هبت حشود بشرية فلسطينية واستهدفت المصالح الانجليزية والصهيونية. وبعد ثورة البراق اندلعت انتفاضات متعددة- 1930الى 1947 -أبرزها العمليات الفدائية التي قادها عزالد ين القسام إلى أن استشهد في مقاومة مسلحة ضد الانجليز سنة 1935، وبعده عمت الثورة العربية الكبرى سنة 1936 كل أرجاء منطقة فلسطين واستمرت المقاومة المسلحة حتى انسحاب بريطانيا وإعلان قيام دولة إسرائيل ثم تواصلت المقاومة لاحقا.
خاتمة:اعتمدت الحركة الصهيونية على المساعدات الاقتصادية والمالية والعسكرية الدولية وخاصة الانجليزية وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية وتمكنت بفضل ذلك من انتزاع القرار الاممي 181 الذي اعترف لها بالتواجد على الأراضي الفلسطينية حيث أعلنت عليها قيام دولة اليهود في 14ماي سنة 1948. ومنذ اللحظات الأولى للتغلغل الصهيوني بفلسطين تلقى مقاومة سياسية وعسكرية عربية فلسطينية

مقالات ستعجبك

loading...

المشاركات الشائعة